في عالم ريادة الأعمال، تبرز قصص كثيرة تُجسّد الكفاح والطموح، لكن قصة رائد الأعمال السوداني أحمد تحمل نكهة مختلفة، ممزوجة بالإصرار والتغلب على التحديات في بيئة مليئة بالتقلبات. في هذا الحوار الحصري، يحدثنا أحمد عن بداياته، وكيف تحوّل من شاب يحمل فكرة بسيطة إلى صاحب مشروع مؤثر في السوق السوداني وخارجه.
س: من أين كانت البداية؟
أحمد: البداية كانت من الشارع، حرفيًا. رأيت معاناة الناس في الحصول على خدمات أساسية، وفكرت: “لماذا لا أقدم حلاً بسيطًا يساعدهم؟” لم تكن لديّ الموارد، ولكن كان عندي شغف كبير بحل مشكلة حقيقية، ومن هناك انطلقت.
س: ما أبرز التحديات التي واجهتها في السودان؟
أحمد: البيئة الاقتصادية غير المستقرة، وضعف البنية التحتية، وصعوبة الوصول إلى التمويل، كلها كانت تحديات كبيرة. لكنني تعلمت أن أجعل من التحدي فرصة. حتى القليل يمكن أن يصنع فرقًا إذا استُخدم بذكاء.
س: كيف ترى مفهوم النجاح؟
أحمد: النجاح عندي هو الاستمرارية في العطاء. ليس مجرد الوصول إلى هدف معين، بل أن تبقى صامدًا ومؤثرًا رغم الصعاب. النجاح لا يُقاس بعدد الفروع أو حجم الأرباح فقط، بل بما تقدمه للمجتمع وبالفرق الذي تصنعه في حياة الآخرين.
س: ما الدور الذي تلعبه ريادة الأعمال في مستقبل السودان؟
أحمد: ريادة الأعمال هي الأمل الحقيقي. الشباب السوداني ذكي وطموح، وكل ما يحتاجه هو فرصة. المشاريع الصغيرة قادرة على خلق وظائف، وتحريك السوق، وبناء اقتصاد جديد مبني على الابتكار لا على الانتظار.
س: كيف تتعامل مع الفشل؟
أحمد: الفشل جزء من الرحلة. فشلت كثيرًا، وأغلقت أكثر من مشروع، لكنني كنت أتعلم في كل مرة. الخطأ ليس في السقوط، بل في عدم النهوض مجددًا. أؤمن أن كل تجربة تُضيف لي شيئًا، حتى لو كانت موجعة.
س: ما نصيحتك للشباب السوداني؟
أحمد: لا تنتظر أن تكون الظروف مثالية. ابدأ بما تملك، ولو كان قليلًا. وابدأ من حيث أنت، لا تقل “لو كنت في دولة أخرى”، فكل مكان فيه فرصة. فقط آمن بنفسك، تعلّم، وابقَ واقعيًا وطموحًا في نفس الوقت.
في نهاية المقابلة، قال أحمد بابتسامة عريضة:
“النجاح الحقيقي يبدأ حين تكفّ عن انتظار التغيير، وتبدأ بصنعه بيديك، مهما كان بسيطًا.”